ولد "عمر بن الخطاب" رضى الله عنه قبل حرب "الفجار" بأربع سنوات، وأسلم وعمره ست وعشرون سنة، وتوفى سنة ثلاث وعشرين للهجرة، وهو ثانى الخلفاء الراشدين بعد (أبى بكر رضى الله عنهما)، ولقبه الرسول "صلى الله عليه وسلم" بالفاروق، لأنه فرق بين الحق والباطل، وكناه "أبا حفص" ، وهو الذى أشار على أبى بكر بجمع القرآن، وكان واسع المعرفة والعلم.
تربى فى مدرسة النبوة وتأثر بها، وكان له فى رسول الله قدوة حسنة فى العدل والرحمة والقوة، واهتم بتربية الشباب : خلقياً، وعلمياً، وتربوياً، ورياضياً، خاصة فى السباحة، والرماية، وركوب الخيل.
نظم الحكم، وعين القضاة، وحكم بالعدل والشورى، واهتم بنشر التعليم، وكرم العلماء، كما عنى بتربية الأطفال ورعايتهم وهم رضع، خاصة الأيتام، وقدر لهم نصيباً من بيت مال المسلمين حتى يبلغوا الفطام، وأمر بعدم التعجيل بفطامهم، ونادى بالمساواة بين الأطفال جميعاً لا فرق بين ابن حاكم أو محكوم.
كان يعمل على تربية الشباب على الخلق الإسلامى، والتحلى بالصفات الحميدة، وتحمل المسئولية منذ شبابهم الباكر، فكان يوليهم الحكم والإمارة، ويفضلهم على الكبار ما داموا ذوى كفاءة وذكاء...